تكثف الأجهزة الأمنية جهودها في متابعة تداعيات الجريمة الأخلاقية التي شهدتها مدرسة “سيدز” الدولية بمدينة العبور بمحافظة القاهرة، والمتمثلة في تورط عدد من العاملين بالمدرسة في جرائم تحرش وتعدٍ جنسي طالت 6 أطفال في مرحلة “كي جي 2” لا تتعدى أعمارهم الـ 5 سنوات.

وكانت مديرية أمن القاهرة قد تلقت عدة بلاغات متزامنة من أسر الضحايا، تفيد بتعرض أبنائهم لاعتداءات جنسية داخل إحدى غرف المدرسة، مشيرين إلى أن الجناة استخدموا السلاح لتهديد الأطفال وإجبارهم على الصمت أثناء ارتكاب الواقعة.

من جانبه، أوضح مصدر أمني بوزارة الداخلية لموقع “سكاي نيوز عربية”، التسلسل الزمني للأحداث، مشيراً إلى أن أولياء الأمور لجأوا للشرطة بعدما تواصلوا أولاً مع إدارة المدرسة ومسؤولي وزارة التربية والتعليم للمطالبة بتحقيقات فورية. واستجابة لتلك البلاغات، تحركت القوات الأمنية على الفور إلى موقع الحادث، ونجحت في إلقاء القبض على المتهمين المتورطين لإحالتهم للنيابة العامة.

وأضاف المصدر أن فريق التحقيق استمع لإفادات الأطفال الضحايا، الذين سردوا تفاصيل وُصفت بـ”المروعة” حول وقائع الاعتداء التي نفذها المتهمون، والذين يشغلون مواقع وظيفية تتيح لهم التواجد والتعامل المباشر والجزئي مع الطلاب داخل المدرسة.

وفي تفاصيل مأساوية كشفت عن وحشية الجناة، أضاف المصدر الأمني أن إحدى الطفلات الضحايا قامت باصطحاب ضباط المباحث لترشدهم إلى “الغرفة” التي كانت مسرحاً لوقائع التحرش والاعتداء الجنسي. وسردت الطفلة أمام رجال الأمن تفاصيل ما تعرضت له، مؤكدة وقوع الاعتداء عليها بينما كان أحد المتهمين يضع “سكيناً” على رقبتها، مهدداً إياها بالقتل الفوري في حال تجرأت على إبلاغ أسرتها أو المعلمين بما يحدث.
وعلى صعيد متصل، ووفقاً للمصدر ذاته، أدلى تلميذ آخر بشهادته حول وقائع الاعتداء عليه، كاشفاً عن قيام أحد المتهمين بخنقه والضغط على رقبته، مع توجيه تهديدات صريحة بقتله وتصفية أفراد أسرته (والده ووالدته وشقيقته) إذا اعترف لأي مخلوق بما يتعرض له، فيما توعده عامل آخر من المتهمين بـ”الحرق” إذا تحدث.
واختتم المصدر تصريحاته بالإشارة إلى نجاح ضباط قسم شرطة “السلام ثان” في إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة المتورطين في الواقعة، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم. يأتي ذلك بالتزامن مع بدء وزارة التربية والتعليم تحركات عاجلة وإجراءات سريعة للتحقيق في ملابسات الحادث، والوقوف على كيفية تعامل إدارة المدرسة الدولية مع هذه الكارثة.