ضربة

من الضربة المحتملة إلى التريث السياسي: كواليس القرار الإسرائيلي بشأن إيران

كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست”، يوم الخميس، أن إسرائيل درست بجدية شنّ هجوم على البرنامج النووي الإيراني عدة مرات منذ أكتوبر 2024، وذلك استنادًا إلى تقرير نشرته *نيويورك تايمز* في اليوم ذاته.

 

ووفقًا لتقرير “نيويورك تايمز”، فقد كانت إسرائيل تأمل في تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في مايو 2024، بدعم مباشر من الولايات المتحدة.

 

موقف إسرائيلي متصاعد

 

وأفادت الصحيفة أن عددًا من كبار المسؤولين الإسرائيليين أبدوا انفتاحًا نظريًا تجاه فكرة الهجوم، فيما عبّرت القوات الجوية الإسرائيلية عن ثقتها المتزايدة بقدرتها على تنفيذ عملية من هذا النوع، لا سيما بعد نجاحها في ضرب أهداف إيرانية في أبريل 2024، ونجاحها كذلك في عمليات بعيدة المدى في اليمن.

 

مع ذلك، تردّد القادة الإسرائيليون في المضي قدمًا دون دعم أميركي واضح، خاصة على صعيد الحماية من رد محتمل بصواريخ باليستية واسعة النطاق قد يشنه الحرس الثوري الإيراني بأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي.

 

ومع معارضة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اختارت إسرائيل بدلًا من ذلك استهداف منظومات الدفاع الجوي الإيرانية من طراز S-300، وتوجيه ضربات مؤثرة لقدرات إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية.

 

وكانت العملية الجوية الإسرائيلية فعّالة إلى درجة أنها حيّدت معظم الدفاعات الجوية الإيرانية المتقدمة، ما دفع بعض المسؤولين في تل أبيب إلى اعتبار توجيه ضربة للمواقع النووية احتمالًا “مرجحًا”، بعدما كان يُعد “محتملًا” فقط، خاصة في ضوء نجاح عمليات ميدانية أخرى في سوريا.

 

الموقف الأميركي والرهان على ترامب

 

رغم تغير التقديرات الإسرائيلية، إلا أن إدارة بايدن وضعت “إشارة توقف” أمام أي تصعيد أكبر، ما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى تبنّي خيار الانتظار حتى يتسلم دونالد ترامب مهامه الرئاسية، بعد فوزه في الانتخابات، على أمل الحصول على دعم واضح لشن الهجوم.

 

لكن حتى بعد انتخاب ترامب، برزت خلافات داخل فريقه، حيث أبدى بعض أركان الإدارة الجديدة ميلاً نحو خيار التفاوض مع إيران، ما دفع الرئيس الجديد إلى ترجيح الحل الدبلوماسي، مطالبًا إسرائيل بعدم المضي في أي هجوم عسكري.

 

خطط الهجوم وسيناريوهات محتملة

 

وأشار التقرير إلى أن الخطط الإسرائيلية تضمنت تصورات لهجوم مشترك مع الولايات المتحدة، إما عبر حملة قصف جوية موسعة، أو من خلال عملية مركبة تشمل غارات جوية وقوات خاصة، على غرار الهجوم الذي استهدف منشأة نووية سورية تحت الأرض في السابق.

 

وتملك إيران منشآت نووية محصّنة تحت الأرض، أبرزها منشأة “فوردو”، وأخرى قيد الإنشاء في “نطنز”، إلى جانب منشآت أخرى رُوّج لها عبر وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

 

ولم يُشر التقرير إلى احتمالية تنفيذ إسرائيل للهجوم بمفردها، رغم أن بعض مسؤولي الدفاع الإسرائيليين يعتبرون هذا الخيار ممكنًا، وإن كانوا يفضلون مشاركة أميركية مباشرة وتوفير مظلة دفاعية صاروخية.

 

تسريب مدروس ورسائل مبطنة

 

ويُرجح أن تسريب هذه الخطط إلى *نيويورك تايمز* كان جزءًا من استراتيجية أميركية لإيصال رسالة مباشرة إلى خامنئي، تشير إلى مدى اقتراب إيران من خسارة برنامجها النووي في حال فشل المفاوضات الجارية.

 

ولا يزال الجدل قائمًا داخل إسرائيل بشأن المهلة التي يمكن منحها للعمل الدبلوماسي، وما إذا كان ينبغي التحرك عسكريًا في حال أفضت مفاوضات ترامب إلى اتفاق لا يلبي التطلعات الأمنية الإسرائيلية.

 

إرسال التعليق