حقيقة زيارة نجيب ساويرس “الغامضة” إلى إسرائيل

أثارت تقارير إسرائيلية صدرت مؤخرًا جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية والإقليمية. هذه التقارير زعمت أن الملياردير المصري نجيب ساويرس قام بزيارة إلى إسرائيل هذا الأسبوع.

 

الزيارة المزعومة تأتي في خضم تكثيف الاتصالات الإقليمية والدولية بشأن خطط “اليوم التالي” للحرب، وتحديدًا حول تشكيل مجلس دولي محتمل لتولي إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة.

 

وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يتزامن وجود ساويرس المزعوم مع استمرار طرح اسمه ضمن الشخصيات المرشحة للمشاركة في هذا المجلس، وفقًا للخطة التي كان قد اقترحها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

 

لم يؤكد ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما إذا كان قد التقى ساويرس خلال الزيارة. إلا أن تزامُن وجوده مع تحركات دبلوماسية مكثفة واجتماعات غير معلنة تتعلق بترتيبات المرحلة الانتقالية في القطاع هو ما أثار التساؤلات.

 

نفي قاطع

 

يعود بروز اسم ساويرس في هذا السياق إلى أكتوبر الماضي. حينها، ذكرت وسائل إعلام عربية، من بينها “المصري اليوم”، أنه لم يتلقَ أي عرض رسمي للانضمام إلى المجلس الدولي، وأنه علم بترشيحه عبر وسائل الإعلام فقط.

 

ومع ذلك، لم يغلق ساويرس الباب نهائيًا أمام إمكانية المشاركة. لقد شدد على أن قبوله لأي دور سيكون مرهونًا بوجود قرار دولي واضح بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

 

وتشير المعلومات التي حصلت عليها “هآرتس” إلى أن بلير، المهندس الرئيسي لمقترح الإدارة الدولية للقطاع، وضع ساويرس ضمن قائمة الأسماء المرشحة للمجلس.

 

يُتوقع أن يضم هذا المجلس رجال أعمال دوليين وشخصيات مقربة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مثل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.

 

تكمن أهمية ترشيح ساويرس في ثقله الاقتصادي وصلاته الإقليمية، وحضوره المعروف في مشاريع إعادة الإعمار، ما يجعله مرشحًا يحظى ببعض القبول الإقليمي، خاصة إذا ارتبط دوره بضمانات سياسية تتعلق بمسار الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

في المقابل، سارع نجيب ساويرس إلى نفي صحة التقارير العبرية بشكل قاطع. فقد صرح عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” بأن الخبر “عارٍ عن الصحة”.

 

وأكد ساويرس: “لم يسبق لي في حياتي أن زرت تل أبيب، ولا أعلم من هي الجهة التي أعلنت هذا الخبر الكاذب!”. كما علّق في تغريدة أخرى بعبارة “Fake news”.

 

ردود أفعال

 

أثار حديث الإعلام العبري عن الزيارة المزعومة جدلًا كبيرًا في مصر، حتى بعد النفي. ووصلت تداعياته إلى مجلس النواب.

 

وجه عضو مجلس النواب مصطفى بكري انتقادات حادة للملياردير المصري، مغردًا عبر حسابه الرسمي على “إكس”: “نجيب ساويرس يزور الكيان الصهيوني ويلتقي القتلة الملوثة أيديهم بالدم”، وذلك في تعليق على توقيت وخلفيات الزيارة المزعومة.

 

يأتي هذا الجدل في الوقت الذي تدعم فيه خطة السلام الأميركية في غزة، والمكونة من 20 بندًا، إنشاء “مجلس السلام”.

 

مجلس السلام هو هيئة حكم انتقالي مقترحة للقطاع وتستمر ولايته حتى نهاية عام 2027. وقد حظيت هذه الخطة بتصويت مؤيد من مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، وتضمنت مقترحًا لنشر قوة دولية ومسارًا واضحًا نحو إقامة دولة فلسطينية.

إرسال التعليق